مقال| هل نتعلم الصينية من الآن ؟
هل يجب أن نتوسع فى تعلم اللغة الصينية كما توسعنا فى تعلم اللغات الانجليزية والفرنسية و الالمانية على مدى العقود الماضية.
فمنذ عقود توسعت الدولة والقطاع الخاص فى انشاء المدارس والمراكز والانظمة التعليمية لهذه اللغات فى بعض الأحيان من أجل زيادة فرص التوظيف للأبناء وفى بعض الاحيان للتفاخر وفى بعض الاحيان للضرورة مع دولة سياحية بالدرجة الاولى تحتاج الى التعامل مع جنسيات كثيرة.
وفى كل الحوال كان الاقتصاد هو الحاكم و لكن خلال السنوات الماضية تغير الوضع على صعيد القوى العظمى الاقتصادية فاصبحت الصين جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة كقوة اقتصادية حاكمة بل و تعدتها فى بعض المجالات مع الوضع فى الاعتبار أن الصينين الاكثر تعدادا حول العالم بالمقارنة بالولايات المتحده وفرنسا و انجلترا و اوربا مجتمعة.
وتستمر الصين فى التوسع فى السنوات القادمة مع مشروعها ( الحزام و الطريق ) الذى تحاول به الصين أن تكون قائدة التنمية.
والمقصود هنا انها ليست كامريكا فى سعيها للتدخل فى الدول سياسيا بالترافق مع التدخل الاقتصادى ولذلك الصين كشريك لا يسعى للتدخل فى الشئون السياسية للدول بل تريد التنمية بعكس النظرية الامريكية التى تسعى فقط الى زيادة الارباح و شتان ما بين المشاركة فى التنمية والاحتكار.
ونحن هنا فى مصر ومع هذا التنامى وسعى الجانب الصينى للشراكة والتوسع والتعاون سواء على الصعيد الاقتصادى علينا ان نتطور فى افكارنا و نعرف دورنا وما نريده و هو ان نطور من أنفسنا وندخل الثورة الصناعية الرابعة والتى هى المستقبل بدلا من الانسياق وراء احداث قديمة سادت فيها امريكا العالم اقتصاديا ولم يكن هناك أي خيار غير ذلك.
ولكن مع ظهور النموذج الجديد أصبح للعالم أكثر من قطب اقتصادى ولم يعد شرطا أن تُقبل الاملاءات الامريكية الاقتصادية بدعوى سيطرة امريكا اقتصاديا.
وإن تحدثنا على صعيد الاقتصاد الفعلى فإن جميع دول العالم تسعى بكل جهدها منذ سنوات الى استقطاب السياحة الصينية …. نعم السياحة الصينية بل إن هناك دول غيرت من شكل منشاتها واطعمتها الفندقية للتوافق مع السائح الصينى والتوقعات بأن تصل اعداد السياح الصين حول العالم الى 250 مليون سنويا بحسب الارقام الاخيرة وان السياح الصينيين اقرب الى الاهتمام بالسياحة الثقافية او سياحة الأثار وهى نقطة جذب مهم لمصر.
وأيضًا الصين هى التى تطور الكثير من الموانيء والمطارات و البنية التحتية فى افريقيا والخليج و اسيا و بالطبع على طول الحزام البرى و الطريق البحرى مما سيجعلها خلال السنوات القادمة الشريك الاكبر و لننظر لحجم ورادتنا من الصين و سنعرف ان الصين الشريك التجارى الاول لمصر و مصر 2017 رابع أكبر شريك تجارى للصين فى افريقيا وفقا للأرقام.
فهل نبدأ فى تعلم وتعليم اللغة الصينية من أجل مزيد من الفرص لأولادنا وليس للتفاخر لأنه لن يكون موجودًا بعد سنوات قليلة.
فلنبدأ فى تقبل الأمر لمصلحة أولادنا ونعيد التفكير بشكل جديد فى المستقبل ولا نتمسك بثوابت عفى عليها الزمن وعززتها الماكينة الاعلامية والسينمائية الامريكية بان النسق الامريكى والحلم الامريكى هو الامل وفيه كل الفرص لأن العالم يتغير.
CNA– مقال بقلم،، الإعلامي محمود يوسف، مدير إدارة النشرات الاقتصادية بالتليفزيون المصري