بدء موجة لخفض أسعار الفائدة بالبنوك المركزية في العالم
برز خلال الفترة الأخيرة اتجاهًا عالميًا لخفض أسعار الفائدة لدى البنوك المركزية في العالم، خيث خفضت البنوك المركزية في آسيا وجنوب إفريقيا أسعار الفائدة الرئيسة ، لتنضم بذلك إلى توجه بدأت بشائره مطلع العام الحالي في دول آسيا المطلة على المحيط الهادي، ومن المنتظر أن تتبعه الولايات المتحدة قريباً، وأوروبا خلال أسابيع.
ويعكس قرار البنوك المركزية الأخير في كوريا الجنوبية وإندونيسيا وجنوب إفريقيا، الطبيعة العالمية لتوجهات خفض أسعار الفائدة، بوصفها توصية لا تغيب عن بال واضعي السياسات عند التفكير في أفضل السبل لإبعاد شبح ضعف النمو الاقتصادي.
وطبقًا لمقال للكاتب براين بلاكستون، نشرته صحيفة “الاتحاد” الإماراتية، فإنه نظراً للترابط العضوي بين الاقتصادات العالمية وأسواق رأس المال، فإن ميل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي إلى تهدئة أسعار الفائدة شجع البنوك المركزية في الأسواق الناشئة على المسارعة بهذا الإجراء لحفز النمو فيها.
وأوضح أنه منذ أبريل الماضي، خفضت نيوزيلندا والهند وماليزيا والفلبين، أسعار الفائدة. كما اتخذ البنك المركزي الصيني سلسلة إجراءات للتوسع في إقراض المشروعات الصغيرة. ويتوقع المستثمرون هناك أن يخفض البنك أسعار الفائدة الأساسية ما إن يقرر الاحتياطي الفيدرالي إجراء مماثلاً.
وقبل بضعة أيام، قرر البنك المركزي في كوريا الجنوبية خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 3 أعوام كاملة للتغلب على انخفاض معدل النمو الاقتصادي من أقرب طريق. ووصل سعر الفائدة الأساسي إلى 1.5% بعد خفضه بمقدار ربع نقطة مئوية.
وأدهش توقيت القرار المحللين الاقتصاديين، فقد أجرت صحيفة “وول ستريت جورنال” استطلاعاً للرأي شمل 19 محللاً بارزاً، أعرب 12 منهم عن اعتقادهم بأن كوريا الجنوبية لن تخفض الفائدة قبل أغسطس المقبل، فإذا بها تستعجل في التطبيق بفارق شهر كامل. وألمح البنك إلى مزيد من قرارات الخفض، مقللاً توقعات النمو الاقتصادي ومعدلات التضخم للعام الحالي.
ويقول محللون في بنك “سوسيتيه جنرال”: “إن قرارات خفض أسعار الفائدة توحي بأنها ليست نوعاً من التأمين بل سياسة رد فعل لمواجهة مفاجآت سلبية على مستوى الاقتصاد الكلي”. وتوقعوا مزيداً من الخفض في الربع الأخير من العام الجاري والربع الأول من العام المقبل، ليصل أقصى سعر للفائدة إلى 1% في كوريا الجنوبية.
أما بنك إندونيسيا المركزي، فخفض سعر الفائدة بمقدر ربع نقطة إلى 5.75% وهو أول قرار من نوعه منذ سبتمبر 2017، ولم يختلف القرار كثيراً عن توقعات المحللين الاقتصاديين المحليين هناك.
أما محللو “بنك كومرزبنك” (الألماني)، فيتوقعون خفضاً متتالياً يصل في مجمله إلى 0.75% حتى نهاية العامز، وبالنسبة لجنوب أفريقيا، فقد وصل سعر الفائدة الأساسي إلى 6.5% مقابل 6.75% قبل القرار الأخير. ومن الملاحظ على قرارات البنوك المركزية في الدول الثلاث أنها اتخذت لمواجهة ضعف النمو الاقتصادي أساساً. بينما تتخذ دول أخرى قرارات مماثلة بدافع ضمان التوسع الاقتصادي.
CNA– الخدمة الاخبارية