العالم على صفيح البترول الساخن
دخلنا على نهاية المرحلة الثانية من حرب البترول، وتحقق ما توقعناه وهو وصول البترول إلى 51 دولار ،لكن بوتيرة سريعة ومؤلمة جدًا وهذه سمة المرحلة الثانية من الخسائر .
وقد رأينا بأعيُننا إقتصادات تتألم وعلاقات إقتصادية تتكسر بين أهم السلع فرأينا الذهب يتخلى عن العلاقة العكسية التى نشأت بينه وبين الدولار منذ أزمة العقارات الامريكية فى 2008 بفضل إنهيار مخزن القيمة الثالث وهو البترول وتبقى مخزنين للقيمة فقط وهما الدولار والذهب.
وفى خضم التحركات السلبية لأسعار النفط يبرز التساؤل حول كيفية ترتيب المطبخ الاقتصادى فى عصر البترول الرخيص ،كيف سيتم ترتيب أسواق السلع فى ظل وجود إقتصادات كبرى تدخل نفق العجز والتقشف؟، أين ستتجه الوفورات من إنخفاض البترول فى الدول التى ستتحول من العجز للنمو، من التقشف إلى الإنفاق.
وبين رحى التساؤلات والتكهنات تهبط جميع البورصات فى الدول سواء الدول المستفيدة أو الخاسرة من الازمة.
لكن يبقى الأهم أين نحن مما يحدث؟ ..
والإجابة المختصرة عن هذا التساؤل هو أننا من الفائزين فمصر من الدول المستوردة للبترول وبالتالى سوف نستفيد من إنخفاض الأسعار بالإضافة أن أكبر رقم دعم فى الموازنة المصرية هو دعم الطاقة ويصل تقريبًا إلى نحو 126 مليار جنيه.
بالإضافة أيضًا أن أهم ماتعانى منه مصر هو التضخم فى الأسعار والذى يضج منه كل المصريين ،فمن المرجح أن ينخفض مع انخفاض تكلفة الانتاج وتزداد ربحية الشركات.
وأتصور أن ذلك سيكون له تأثيراته الإيجابية علي البورصة المصرية التى متوقع لها تحقيق قمة تاريخية خلال عام 2015 .. فكل الظروف مواتية إذا استغلت مصر ما يحدث لتصبح هذه السنة بداية الانطلاقة الاقتصادية بشرط معالجة الجوانب السلبية لاسيما وأننا نوشك على ارتداده فى اسعار البترول ثم الدخول فى الموجة الثالثة التى تتميز بالبطء فى وتيرة النزول.
محمد دشناوى .. خبير أسواق المال بمصر