وزير البترول: تكلفة حقل “ظهر” تصل إلى 12 مليار دولار
أكد طارق الملا، وزير البترول، على أهمية مشروع ظهر العملاق الذى يعتبر قصة نجاح جديدة وإضافة مهمة للاقتصاد القومى تساهم فى تحقيق التنمية المنشودة وبناء مصر الجديدة التى تعمل على تحقيق آمال شعب مصر وأحلام شبابها.
وأوضح الملا – خلال افتتاح مرحلة الإنتاج المبكر لحقل ظهر للغاز الطبيعي بغرب بورسعيد – أن هذا المشروع العملاق يعطى نموذجا جديدا على مدى قدرة مصر على تحقيق إنجازات كبرى على أرض الواقع في زمن قياسي يحطم المعدلات العالمية.
ووجه وزير البترول الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه المستمر لقطاع البترول وخاصة لمشروع ظهر، منوها بأنه لولا هذا الدعم لما استطعنا الاحتفال بالنجاح الذى حققناه والذى أصبح محط أنظار صناعة البترول على مستوى العالم ويشهد إشادة كبيرة من كافة المتخصصين في هذا المجال.
واستعرض وزير البترول المشروع ومراحله المختلفة وأهميته للاقتصاد القومي، موضحا أن المرحلة ما قبل ظهر خلال الفترة ما بعد ثورة يناير 2011، وحتى ثورة 30 يونيو شهدت تحديات كبيرة، مشيرا إلى أن أهم تحدي هو توقف إصدار اتفاقيات بترولية جديدة، وبالتالي لا توجد أعمال بحث أو استكشاف جديدة ويحدث انخفاض للإنتاج وللاحتياطي الخاص بإنتاج الغاز والزيت.
وأضاف أن ذلك تواكب مع تراكم المديونيات للشركاء الأجانب وارتفعت مستحقاتهم حيث بلغت 6.3 مليار دولار في نهاية 2012، ما أدى إلى تباطؤ الاستثمارات في البحث والاستكشاف وتناقص في الإنتاج، نجم عنها حدوث فجوة كبيرة ما بين الإنتاج والاستهلاك المحلي، علاوة على انخفاض إمداداتنا من الطاقة للصناعة مما أثر على إنتاجها.
وقال الملا إنه مع ثورة 30 يونيو التى تعتبر نقطة تحول كبيرة وبداية لاستعادة الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي حيث قمنا خلال ذلك بالتركيز على تخفيض مستحقات شركائنا الأجانب وعمل خطة كبيرة لجدولة المديونيات، حيث التزمنا بالسداد حيث في 30 يونيو 2017 ووصل الرقم إلى 2.4 مليار دولار، وفي أعقاب ذلك تم البدء في أعمال تكثيف أنشطة البحث والاستكشاف من خلال التوقيع على اتفاقيات بحث واستكشاف جديدة والتى كانت متوقفة في السنوات السابقة.
وأشار إلى أنه تم التوقيع في آواخر 2013 حتى اليوم على أكثر من 83 اتفاقية، منوها بأن اتفاقية امتياز شروق الخاصة بحقل ظهر تعتبر واحدة من ضمنها، مضيفا “أننا بدأنا أيضا في مشروعات كبرى دخلت في حيز الإنتاج سريعا ومنها مشروع شمال الإسكندرية.. مشروع نورس، وهي فرص كبيرة لسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك”.
وأكد وزير البترول والثروة المعدنية أن أعمال تطوير معامل التكرير وتنمية صناعات البتروكيماويات تعمل بالتوازي مع زيادة الانتاج ، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من مشاكلنا يكمن في أن المعامل ليست متطورة فيما عدا معمل ميدور ، مما يجلعنا نستمر في استيراد منتجات من الخارج .
وقال الملا في كلمة – خلال افتتاح مرحلة الانتاج المبكر لحقل ظهر- إن الوزارة ركزت على تطوير وتوسيع البنية الأساسية الخاصة باستقبال المنتجات البترولية ، وكان لدينا مشاكل في البوتوجاز في فصل الشتاء نتيجة أن الموانئ محدودة والأرصفة غير مستعدة لاستقبال مراكب ذات سعة كبيرة ، لذلك تم إضافة موانئ استقبال جديدة للبوتوجاز ، وإضافة خطوط جديدة للزيت والمنتجات البترولية بجيمع أنحاء الجمهورية .
وأضاف أنه من ضمن المشروعات الهامة التي ركزنا عليها هي مشروع توصيل الغاز الطبيعي للمنازل ، ووصلنا إلى 600-700 ألف وحدة سنويا ، وخطتنا أن نصل إلى مليون وحدة سكنية، وأكثر من مليون و 350 وحدة أخري خلال الفترة القادمة.
وأشار إلى أن أهم الاستراتيجيات التي تبنتها الدولة هي عملية الإصلاح الاقتصادي ، ومن أهم ملفات الإصلاح الاقتصادي ، إصلاح دعم الطاقة بصفة عامة سواء كان بترول أو كهرباء ، وكان من ضمن هذا الإصلاح ليس ترشيد الدعم فقط بل يصاحبه أعمال لزيادة الحماية الإجتماعية لنعطيه لمستحقيه ، وفي نفس الوقت الدعم الذي كان يعطي من خلال منتجات البترول من محروقات لم يكن يوجه للأكثر احتياجا ، ولكن كان يستفيد منه الأكثر دخلا وممن يملكون عددا أكبر من السيارات .
وتابع “كل هذه الإصلاحات خطوات متواكبة مع خطط التوسع في أعمال البحث والاستكشاف مع شركة مثل إيني العالمية فهي لن تعطي الأولوية لاستثماراتها في بلد مثل مصر إلا عندما تري إصلاحات وإلتزام من الدولة ودعم من القيادة السياسية لكل ما يتم” .
وأكد أن مشروع ظهر هو أحد هذه الاتفاقيات التي تمت في أعقاب ثورة يونيو وتم توقيع الاتفاقية في يناير عام 2014 ، وأهم ملامح الاتفاقية هي موقع الخريطة عند حدودنا الشمالية الشرقية ، وسبب تسمية المشروع شروق وظهر ، لأنها من أوائل الأماكن التي تسطع عليها الشمس في مصر علي الخريطة .
وأضاف أن الاتفاقيات مع الشركاء الأجانب تنقسم إلى مراحل اتفاقيات ، تكون عبارة عن بحث واستكشاف ، ونعطي للشركاء فرصة نقسمها على 8 سنوات وتقسم إلى 3 مراحل ، في الثلاث سنوات الأولى منها يكون هناك التزامات بالإنفاق بأعمال محددة .
وقال طارق الملا وزير البترول إنه تم الإعلان عن الكشف في 31 أغسطس 2015، باحتياطيات تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب وهو ما يعادل 5 ونصف مليار برميل زيت مكافئ أي أكثر من 135% من الاحتياطي الحالي للزيت الخام في مصر، وتم إبلاغ الرئيس عبد الفتاح السيسي بذلك وكانت أول توجيهاته أنه يجب جلب هذا الكشف في أسرع وقت ممكن.
وأشار الملا إلى أن سمك الطبقة الحاملة للغاز بلغ أكثر من 655 مترا وهو رقم كبير مقارنة بالمعدلات العادية 60 إلى 80 مترا.
وأضاف وزير البترول أنه تم العمل على عقد التنمية في الفترة من سبتمبر 2015 إلى فبراير 2016، حيث تم عقد اجتماعات مكثفة للإسراع ببدء عمليات التنمية، وتم توقيع المستندات الرئيسية للبدء في تنمية الحقل في فبراير 2016.
وأوضح وزير البترول طارق الملا أن مشروع حقل ظهر ينقسم إلى 3 عناصر وهي الآبار التي توجد في المياه العميقة على بعد 190 كيلومترا، و منصة التحكم وهي التي تتحكم في فتح و غلق الآبار و توزيع الكميات على الخطوط ، ثم منطقة التسهيلات البرية و هي محطة الاستقبال و مصنع معالجة الغاز القادم من الآبار و يتم معالجته قبل ضخه للشبكة القومية و خطوط الأنابيب المسئولة عن توصيل الغاز من الآبار إلى المحطة البرية .
وذكر “الملا” أن المرحلة الأولى من المشروع تتمثل في حفر 6 آبار، مشيرا إلى أنه تم البدء بحفر 350 مليون قدم مكعب في اليوم، مؤكدا أنه مع استكمال المرحلة الأولى سيصل الحفر خلالها إلى أكثر من مليار قدم مكعب في اليوم قبل منتصف العام .
وأشار الملا إلى أنه بعد استكمال مراحل مشروع حقل ظهر سيكون تم استثمار أكثر من 12 مليار دولار.
وعرض وزير البترول طارق الملا فيلما تسجيليا عن كيفية تصنيع المنصة البحرية، أوضح فيه أنه تم تصميم المنصة في شركة أنبى، في حين تم تصنيعها في شركة بتروجت من خلال الورش المعدة بالاسكندرية، كما تم تحميلها على المراكب الخاصة بشركة خدمات البترول البحرية .
وأشار الملا إلى أنه تم تنفيذ 3 خطوط، خط 26 بوصة وخط 14 بوصة و2 خط 8 بوصات، الخط الأول لحمل الغاز والخط الثاني للخدمات فى حالة الرغبة في تغيير اتجاه المنتج، والخط الثالث من أجل ضخ الجلايكون.
وتحدث وزير البترول عن الأعمال البرية وهى “محطة استقبال الغاز ومعالجته” وقامت بها شركة بتروجت، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من وحدة معالجة الإنتاج المبكر وهى 350 مليون قدم مكعب، وعند استكمال باقي مراحل المشروع سيكون على استعداد لاستقبال 2800 مليون قدم مكعب في اليوم، موضحا أنه تم الانتهاء من الوحدة الأولى وهناك حالي 7 وحدات جارى العمل بها .
وأوضح الملا أن المشروع يقع على مساحة 550 فدانا، وتم تحريك وحفر وردم كميات كبيرة من التربة أكثر من 3 ملايين متر مكعب، وحفر وصب أكثر من 10 ألاف حامل خرسانة بقطر 80 سم وبأعماق 56 متر، وكذلك فرد كابلات كهربائية بإجمالي 2600 كم .
CNA– الخدمة الاخبارية