هل يخالف البنك المركزى التوقعات ويرجىء تعويم الجنيه ؟
رغم التوقعات القوية وشبه المؤكدة أن يقوم البنك المركزى ،من خلال العطاء الدولارى الذى يطرحه اليوم الثلاثاء،بالبدء فى تعويم سعر صرف الجنيه أمام الدولار، إلا أن هناك احتمالات ضعيفة بأن يقوم بإرجاء الخطوة،لاسيما وأنه فعلها قبل ذلك فى أوقات ارتفعت فيها المطالبات والتوقعات بالتعويم.
لكن ثمة 3 أمور ،هذه المرة ،تجعل إرجاء تعويم الجنيه،أمر غير منطقى وضار جدًا بالسوق،ومن ثم فإن التعويم سيبدأ لا محالة، وأول هذه الأمور أن ترقب المتعاملين لقرار البنك المركزى،دفع المضاربات إلى مستويات غير مقبولة ورفع من السعر فى السوق السوداء بشكل كبير .. ومن ثم فلابد من وضع حد لهذه المضاربات من خلال البدء فى التعويم،حيث يدفع قرار التعويم السوق إلى حالة اليقين،ويقلص من استغلال الشائعات فى إشعال السوق السوداء،وما دام “التعويم” قادم لا محالة،حيث يعد أحد أهم الأمور التى ينبنى عليها الاتفاق مع صندوق النقد الدولى،فإنه ليس من الصالح العام الإرجاء.
وما يعزز من اتجاه البنك المركزى للبدء فى تعويم العملة ،والسيطرة بشكل مقبول على السوق، هو أنه أصبح فى الوقت الراهن قادر على ضخ المزيد من النقد الأجنبى للسوق،لاسيما بعد أن ارتفع الاحتياطى النقدى إلى ما يربو على 19.5 مليار دولار،وقد أعلن البنك المركزى،أمس الاثنين،عن الارتفاع فى الاحتياطى ليعطى دلالة على أن التعويم سيتم وفى يده من النقد الأجنبى ما يجعله قادر على إحداث توزان نسبى فى المعروض ( من المتوقع أن يطرح عطاء استثنائى بقيمة كبيرة اليوم مع بدء التعويم).
أما الأمر الثالث فهو أن محافظ البنك المركزى سيرأس وفد مصر فى الاجتماعات السنوية للصندوق والبنك الدوليين بنهاية الأسبوع الجارى،ومن ثم فإن البدء فى تعويم العملة،سيجعل من المناقشات مع الصندوق لأجل إقرار القرض البالغ 12 مليار دولار مجدية إلى حد كبير،حيث قامت الحكومة بالتعاون من البنك المركزى فى تنفيذ عدد كبير من الاجراءات التى وعدت بها فى البرنامج الاقتصادى الذى وافق الصندوق بناء عليه مبدئيًا على منح القرض لمصر،وكان على رأس الاجراءات تقليص الدعم على الكهرباء والطاقة،وإقرار ضريبة القيمة المضافة،وسيضاف إلى هذه الاجراءات البدء فى تعويم العملة.
CNA– أحمد زغلول