مقال| لماذا يخسر 80% من المستثمرين بسوق المال؟
من المعروف عالميًا أن نسبة الخاسرين في أسواق المال حوالي 80% من المستثمرين في مقابل 20% رابحين وهذه النسبة التي تعتمد علي استراتيجيات تداول وأدوات التحليل الفني والأساسي، أما الخاسرين معظمهم يتميز بالعشوائية في التداول.
بالنسبة للسوق المصري فالنسبة تزيد عن ذلك لتصل تقريبًا 90% خاسرين وذلك نتيجة أن الإستثمار في السوق المصري يقتصر علي الإتجاه الصاعد بعكس أسواق العملات والذهب والأسواق العالمية التي يمكن فيها البيع ثم معاودة الشراء، وهنا يمكن الإستفادة سواء في الإتجاه الصاعد أو الهابط .
وفي خلال الـ 9 سنوات الأخيرة في السوق المصري فإن نسبة الخاسرين والتي تقترب من 90 % تتراوح معهم نسبة الخسائر من 30% إلي 80% من المحفظة، بالرغم من المكاسب التي حققتها البورصة منذ بداية التعويم.
وسنعرض بعض أسباب الخسارة في نقاط موجزة :-
- السبب الأهم في الخسارة هو العشوائية في الشراء والبيع وعدم وجود إستراتيجية تداول يلتزم بها المستثمر.
- الانفعالات مثل الخوف أو الطمع أمام تلاعبات الشاشة تتسبب في خسائر سريعة ما يدرك المستثمر خطئه بعد الهدوء والتفكير.
- أحيانًا يتم الشراء والبيع بناء علي السعر وليس الإتجاه والأساس في الأسواق الإتجاه فكثيرًا ما يشتري المستثمر سهم يظنه رخيص سعريًا ويستمر في الهبوط ويترك أسهم في اتجاه صاعد لإعتقاده بأن سعرها مرتفع وتستمر في الصعود.
- الإحتفاظ بالأسهم أثناء الإتجاه الهابط وعدم تفعيل وقف الخسارة فيجد المستثمر نفسه خاسرًا نحو 20% أو أكثر في مقابل خسارة من 2% إلي 3% في حالة تفعيل مستوي وقف الخسارة وأحيانا يتم شراء كميات علي أسعار أقل بغرض عمل متوسط للسعر في الإتجاه الهابط وهذا في الحقيقة يضاعف الخسائر.
- وبالعكس في حالات المكسب نجد التسرع لدي المستثمرين بمجرد تحقيق مكسب ضئيل وعدم إنتظار المستهدفات.
- الأحلام الوردية والمستهدفات الخيالية والإشاعات تجعل البعض لا ينظرون إلي متغيرات السوق والتمسك بمواقفهم فمن معه أسهم لا يري سيناريو إلا الصعود وأن حدث العكس ومن إحتفظ بسيولة منتظر الهبوط وأحيانًا تضيع منه فرص صعود السوق وهو منتظر.
أخيرًا سنضع في نقاط كيفية تلافي المشاكل السابقة ونتحدث عن سمات المستثمر الناجح :-
- “وضع استراتيجية للصفقة”
تحديد مراكز الشراء والبيع والمستهدف ووقف الخسارة في حالة فشل الصفقة وحماية الأرباح في حالة نجاح الصفقة وأيضًا حساب نسبة المخاطرة عن طريق حساب نسبة الربح المتوقعة إلي الخسارة المتوقعة.
- “الالتزام بما سبق“
فلا فائدة من وضع إستراتيجية بدون تطبيق عملي.
- “الدراية علي الاقل بمبادئ التحليل الفني“
علي الأقل يجب معرفة إتجاه السهم إن كان صاعدًا أو هابطًا أو يتحرك في نطاق عرضي وبناء عليه يتم تحديد الإستراتيجية، كما يجب معرفة دعوم ومقاومات السهم لتحديد مناطق وقف الخسائر عند كسر دعوم أو قيعان مهمة وحماية الأرباح في حالة عدم القدرة علي إختراق المقاومات.
- “الهدوء والتفكير المنطقي وعدم الاعتماد علي الاحاسيس ومتابعة الشاشة“
هناك مستثمر ينهي صفقة بسبب الخوف من خسارة بسيطة، وهناك من ينهيها لفرحته بمكسب بسيط ويندم بعدها لعدم الصبر وربما يعاود فتح الصفقة في مناطق أكثر خطورة، وهذا بسبب الإعتماد علي المشاعر ومتابعة الشاشة، والتي نعلم جميعًا بأن الشاشة بها الكثير من التلاعبات وقد تخدع حتي المحترفين، فقط إلتزم باستراتيجيتك وأهدافك المحددة قبل فتح الصفقة.
- “عدم الدخول في صفقة بكامل المحفظة”
مهما كنت واثقًا من نجاح الصفقة لا تضع البيض كله في سلة واحدة ودائمًا إحتفظ بسيولة في محفظتك بنسبة تحددها أنت وحسب إتجاه السوق يمكنك إستغلالها فمثلا إذا كان السوق صاعدًا في العموم يمكنك إستغلال السيولة في حالات التصحيح أو التفاعل المؤقت مع الأخبار.
ملحوظة : معظم المستثمرين علي علم بمعظم هذه المعلومات وبأخطاء التداول وتبقي المشكلة في التنفيذ وفي نظرة المستثمر لأسواق المال والتي حان الوقت لتغييرها إن كنا نريد الربح أو تعويض الخسائر.
CNA– مقال بقلم،، مايكل ممدوح، خبير أسواق المال