مقال| “طارق عامر” أفضل محافظ بنك مركزى عربى .. لماذا؟
سألني.. ؟ فأجبت : طبعاً ، إنه حدث مهم أن يختار إتحاد المصارف العربية طارق عامر ، كافضل محافظ بنك مركزى عربي لعام 2017 .
ولكن الأهم هى تلك الأسباب والحيثيات التى وثقت لهذا الاختيار ، لقد تحمل طارق عامر فى العامين الاخيرين مسئولية إتخاذ قرارات صعبة وجريئة ، تحمل فى طياتها آثاراً وتداعيات مؤثرة على تيسير البرامج الاقتصادى من ناحية ، أو ما يمكن ان يواجهه من تحديات من جراء اثر بعض تلك القرارات على الأوضاع الاجتماعية ومعيشة المواطنين من ناحية اخرى .
لقد كان قرار تعويم وتحرير الجنيه المصرى فى نوفمبر 2016 بمثابة الزلزال الذى هز قواعد السوق السوداء والمضاربين بالعملة ، واختفت تماما ظاهرة الدولرة وأعاد للجهاز المصرفى هيبته وكرامتة فى سوق النقد . وأصبح لأول مرة يتم تقيم أنشطة الاقتصاد المصرى بسعر صرف موحد وواقعى .
وبدأت حصيلة التنازلات فى النمو التدريجي ، وإستطاع الجهاز المصرفى ان يوفر 56 مليار دولار لتلبية احتياجات تمويل عمليات التجارة الخارجية وسداد الإعتمادات المستندية اللازمة لاستيراد السلع الاستراتيجية للبلد ، كما تم سداد 16.8 مليار دولار مديونيات خارجية مختلفة تم سدادها فى تواريخ إستحقاقها دون اى تاخير .
ومن الجدير بالذكر انة لم تكن مفاجئة ان يتجاوز البنك المركزى ما سبق ان قدرة وما توقعه لرصيد احتياطى النقد الاجنبى بتجاوزه فعلاً 36.5 مليار دولار مع نهاية الشهر الماضى .
لقد كان قرار تعويم الجنيه المصرى واستقرار سعر الصرف من اهم عوامل نجاح مصر فى الحصول على قرض 12مليار دولار من صندوق النقد الدولى .
لقد تبنى البنك المركزى فى عهد طارق عامر العديد من المبادرات المهمة ذات الأثر الايجابى بعيد المدى مثل مبادرة التمويل العقارى ومبادرة تمويل قطاعات الأنشطة المتوسطة والصغرى ، ومبادرة دعم نشاط السياحة الى جانب تفعيل السياسة النقدية لاستهداف التضخم سواء برفع سعر الفائدة او رفع نسب الاحتياطى الإلزامي.
إن كل تلك القرارات والسياسات تستهدف فى النهاية دعم عملية الإصلاح الاقتصادى والنقدي والسيطرة على تضخم الأسعار وتحسن مؤشرات الاقتصاد القومى .
ولهذه الإنجازات وغيرها ، تم اختيار محافظ البنك المركزى المصرى أفضل محافظ لهذا العام.
CNA – مقال بقلم،، الخبير المصرفى محمد عبد العال