مقال| حدائق الأهرام بين التلفريك والتوك توك !
لا يختلف إثنان على أهمية موقع منطقة حدائق الأهرام .. فهي الجزء السكني من هضبة الأهرام التي يجري تطويرها حاليًا كي تصبح أحد أهم المناطق الترفيهية والأثرية بالعالم.
وفي إطار خطة تطوير هضبة الأهرام تقوم الدولة بتنفيذ عدد من المشروعات الهامة من بينها أنفاق وكباري علوية بطريق الفيوم تجاه ميدان الرماية .. تحويل نادي الرماية و50 فدانًا خلف المتحف الكبير إلى منطقة ترفيهية .. إقامة ثلاثة فنادق جديدة .. وغيرها من المشروعات التي قد تضم أيضًا “تلفريك” لنقل السائحين من المتحف الكبير إلى الأهرامات والعكس.
لكن، وللأسف، يبدو أن خطة التطوير هذه لم تحو سطرًا وحدًا عن تطوير الظهير السكني للمنطقة الأثرية وأقصد هنا منطقة حدائق الأهرام التي تعاني من مشكلات تدفعها دفعًا إلى منحدر العشوائيات بعد أن كانت أحد المناطق الواعدة ومحط أنظار صفوة المجتمع.
فحدائق الأهرام التي جُرّدت من كل ما يمكن أن يجعلها “حدائق” تعاني استمرار تهالك الطرق الداخلية (الوضع حقًا مذري).. تزايد مخالفات البناء في ظل قصور الرقابة .. انتشار التوك توك والتعديات .. إلى جانب الانجراف لتحويل الوحدات السكنية إلى محال تجارية غير مرخصة على نطاق واسع.. يضاف إلى كل ذلك ضعف الخدمات الأمنية.
ومشكلة حدائق الأهرام الرئيسية أنها لا تخضع لهيئة المجتمعات العمرانية.. حيث تتبع إداريًا لجمعية تعاونية مما يجعل الحكومة تتعامل معها باعتبارها تجمعًا سكنيًا خاصًا مثل أى “كومبوند” فتضن عليها باعتمادات التطوير.. في الوقت الذي تفشل فيه جمعية حدائق الأهرام عن مواجهة المشكلات المتزايدة أو حتى تقديم حلول تضمن وقف التدهور.
ولو عدنا إلى خطة تطوير هضبة الأهرام .. سنجد اهتمامًا كبيرًا بالطرق المحيطة بالمتحف.. ومنها طريق مدخل حدائق الأهرام من جانب مساكن الضباط .. وهذا الطريق هو أحد شواهد سقوط المنطقة من حسابات التطوير .. حيث تم رصف وسفلتة نصف الطريق فقط خلف المتحف الكبير .. بينما تُرك النصف الآخر والذي يصل إلى موقف التجنيد ( موقف حدائق الأهرام) متهالكًا مدمرًا.
والاسئلة التي تطرح نفسها الآن .. هل يمكن أن تنتهج الحكومة حاليًا نفس السياسات القديمة التي انتجت عشوائيات ملاصقة لمشروعات حضارية ؟.. لماذا لا تُنقل تبعية حدائق الأهرام لهيئة المجتمعات العمرانية حتى يتم معالجة ما أفسدته الجمعية التعاونية؟ .. ما الذي تنتظره الحكومة حتى تتدخل لإيقاف التدهور المتسارع والمخيف بمنطقة حدائق الأهرام؟! ..
CNA– مقال بقلم،، أحمد زغلول، كاتب صحفي متخصص في الشأن الاقتصادي