مقال| الطبقة المتوسطة.. لسّه الأماني ممكنة
الطبقة المتوسطة انتهت .. تم القضاء عليها .. ميزان المجتمع اختل .. الأسعار أفقرت الطبقة المتوسطة .. الخ من المصطلحات والاكليشيهات والكوميك والتى ظهرت فى حوارتنا وسخريتنا من أوضاعنا بعد التعويم وزيادة اسعار الخدمات و الوقود و القيمة المضافة .. ولكن هل بالفعل هذه هى النهاية المطلوبة أن نظل نبكى و ننتحب و نتحسر على أيام زمان أم نتغير على الأقل للحفاظ على مواقعنا ولا ننزل أكثر عن مستوانا فى المعيشة.
وحديثي عن الطبقة المتوسطة ليس تحيزًا مني لها ولكن الحقيقة لأهميتها فى اعطاء التوازن لمجتمع يتطلع إليها مَن فى الطبقات الأقل ويتطلع إليها أيضًا مَن فى الطبقات العليا …. وهى ليست فقط طبقة مالية و لكنها طبقة ثقافية تتوسط بين طبقات المجتمع ثقافيا وفنيا وفكريا ولذلك تاتى أهميتها.
وبعيدًا عن أهميتها وبالدخول في صُلب الموضوع وهو أننا عندما نبحث فى الافق عن أفضل تطور اقتصادى لمصر فقد كان بقيادة طلعت حرب ولكن بمساعدة الطبقة المتوسطة التى شاركته الحلم فى تحقيق الاستقلال للاقتصاد المصرى عن الاقتصاد البريطانى بعد ثورة 1919 وتبرعت بأموالها ومجوهراتها من أجل راسمال بنك مصر الذى كون قلاعا صناعية و اقتصادية فيما بعد مازالت اجزاء كبيرة منها موجودة حتى الان .
والان ونحن لدينا توجها مشابهًا فى الاقتصاد وهو التحول إلى الرأسمالية الكاملة و فتح الباب أمام الاستثمار ولديك الان الدولة تحاول ان تعود الى الاقتصاد من خلال الدخول فى مشروعات او إقامة مشروعات زراعية و صناعية ونجد أيضًا القطاع الخاص من الداخل واستثمارات من الخارج وهى فرصة كبيرة جدا للطبقة المتوسطة للانتقال من الوضع الاستهلاكى الى الوضع الاستثمارى ، يعنى ببساطة يمكن استخدام مدخرات صغيرة لعمل تغييرات فى الدخل لنا ولأولادنا بالاكتتاب … نعم بالاكتتاب ودعونى اشرح لكم الفكرة ببساطة .
ما الفارق بين مشروع او مصنع يتكلف 100 مليون جنيه يقوم بانشائه شخص واحد أو نفس المصنع أو المشروع الذى يشارك فيه 100 مليون شخص بقيمة 1 جنيه لكل واحد فيهم ، هذه الفكرة ببساطة وهى أن نذهب إلى الادخار وتقليل الاستهلاك لأن الاستثمار لا يحتاج إلى اموال كبيرة ولكن يحتاج إلى اشكال جديدة تستخدم الجنيهات القليلة فى احداث نقلة استثمارية تقوم بتسريع النمو و الوظائف و كمان هى تستفيد تبقى مستهلكة و فى نفس الوقت مالكة بدلا من ان يتم تهميشها و بالتالى مزيدا من الانحدار فى مستوى المعيشة لها .
الطروحات الحكومية القادمة يجب أن ندخر لها من الان وهى فى الاساس شركات اما خدمية و تربح من المستهلكين او مشروعات تتوسع لتزيد من ارباحها و هذا جزء من الفكرة ، لكن الفكرة الاساسية هى ان يكون هناك صندوق ادخارى استثمارى يشترك فيه المصريون وبخاصة الطبقة المتوسطة و بالمدخرات القليلة و تحقيق عوائد تقلل من ضغوط الحياة ويستمر الاقتصاد فى التوسع من أجل أن يجد أولادنا عمل مناسب فى المستقبل وبذلك تؤدى الطبقة المتوسطة خدمة لنفسها أولًا وهى زيادة العوائد بدون مجهود بمدخرات قليلة و توسيع الاقتصاد لزيادة التوظيف لاولادها فى المستقبل.
وفى النهاية هذه أحد الحلول التى من خلالها يستفيد الجميع و لو توسعت ستشمل اعداد اكبر و مكتتبين اكتر و ده هيغير ثقافة العمل الحكومى و ده اللى عايزاها الدولة و كمان الدولة عايزة مشاريع علشان تاخد ضرايب وتقلل الديون و الموضوع ده فى مصلحتها .
وأخيرًا وبشكل سريع .. “لو الكهرباء بتغلى وشركة الكهرباء بتكسب كتير روح اشترى اسهمها واكسب معاها ولو شركات البترول بتكسب روح أكسب معاها و بدون ما يكون عندك مدخرات كبيرة”.
CNA– مقال بقلم،، محمود يوسف، إعلامى يعمل مديرًا لإدارة النشرات الاقتصادية بالتليفزيون المصرى