مؤسسة دولية: دول الخليج بدأت الابتعاد عن الدولار
قال معهد التمويل الدولي إن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت اتجاها بطيئا لتنويع اقتصاداتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي مع زيادة التجارة الثنائية مع دول أخرى بخلاف الولايات المتحدة، على الأخص الهند والصين.
وذكر المعهد في تقرير، أنه في حين تظل الولايات المتحدة الشريك الجيوسياسي والعسكري الأكثر أهمية للمنطقة، فإنها تأتي في ترتيب متأخر كثيرا عن كل من الصين والاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بالتجارة.
وأضاف التقرير أن الصين الآن الشريك التجاري الأكبر للمنطقة بفارق كبير عن غيرها، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
وذكر التقرير أنه في حين أن التجارة لا تزال تتم في الغالب بالدولار، فقد بدأت دول مجلس التعاون الخليجي بوتيرة بطيئة بالتوقيع على اتفاقات تجارية ثنائية من شأنها السماح بتسوية التجارة بعملات أخرى.
وأضاف المعهد أنه مع قيام الغرب بتضييق الخناق على النفط الروسي، فإن ثمة زيادة في تسوية مبيعات النفط بعملات دول صديقة لروسيا بشكل أكبر، في الأغلب باليوان والروبل.
ودلل المعهد بتصريحات لوزير المالية السعودي في يناير 2023 قال فيها إن المملكة منفتحة على استخدام عملات أخرى لتسوية عقود النفط، على الرغم من أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
ومع ذلك، يقول المعهد إنه يتوقع أن يكون هذا التحول محدودا في نطاقه إذ أن جميع عملات دول مجلس التعاون مربوطة بالدولار مما يوفر أساسا للاستقرار المالي في المنطقة.
ولفت المعهد إلى أن مكون العملة لأصول دول مجلس التعاون الخليجي الموجودة لدى بنوك التسويات الدولية ظلت دون تغيير بنسبة نحو 80%، مما يشير إلى عدم حدوث تغيير جذري.
وقال المعهد إن البيانات التي جرى جمعها تظهر أن صناديق الثروة السيادية في دول مجلس التعاون الخليجي، بقيادة السعودية إلى حد كبير، اتجهت خلال السنوات الأخيرة نحو الاستثمار بشكل أكبر في الأسهم العالمية والاستثمار الأجنبي المباشر والابتعاد عن الأصول التقليدية الآمنة.
وأوضحت أن حيازات دول الخليج من سندات الخزانة الأميركية وصلت إلى مستوى قياسي قبل جائحة كورونا ثم انخفضت على نحو حاد في الأشهر الأولى من 2020، لتستقر عند مستوى أقل.
وقال التقرير إنه في الفترة بين فبراير 2020 وسبتمبر 2023، انخفضت حيازات السعودية من سندات الخزانة الأميركية بنحو 40%.
وقال المعهد ” على الرغم من تزامن تلك الفترة من توتر سياسي بين الولايات المتحدة والسعودية، وكذلك تقارب العلاقات على نحو أكبر بين المملكة وكل من الصين وروسيا.
وأضاف :”نعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحرك سعودي عن الأصول الأميركية إذ يجب أن نضع في الاعتبار البيئة المحلية للسعودية”.
CNA– الخدمة الإخبارية