فضيحة المؤشر الرئيسى للبورصة
تحدثت فى المقالة السابقة عن مؤشر البورصة الرئيسي egx30 ،وشرحت طريقة عمله وعدم قدرته على التعبير عن آداء السوق نظرًا لطبيعة تكوينه التى تؤدى الى إحتكار سهم cib بالإضافة الى عيوب كثيرة تؤدى الى عدم قدرتة على قياس اداء السوق بصورة خطيرة .
وبشرح بسيط يتضح أن المؤشر الرئيسى أصبح غير قادر بالمرة على التعبير عن السوق ،حيث أن وزن cib وحيدًا يعادل ثلث وزن المؤشر بالكامل تقريبا ،فى الوقت نفسه فإن العشرة شركات الاولي فى المؤشر وزنها 76 % من وزن المؤشر الإجمالى.
أما العشرة شركات الاخيرة وزنها مجتمعة بالمؤشر حوالى 3.5 % مما يعنى أنها تمثل 10 % من وزن سهم cib في المؤشر.
كذا فإن وزن cib فى المؤشر أكبر من وزن 21 سهم مجتمعين ،حيث أنه لو صعدت 21 شركة مجتمعة بنسبة 5 % فى يوم واحد ،وفى نفس اليوم انخفض cib وحيدًا 5 % سيظهر المؤشر خاسرًا ،وهو ما يؤدى إلى نتيجة وهو أنه مؤشر وهمى .
هناك وجهة نظر أخرى تقول هذا طبيعى فلا يمكن حساب وزن الشركة الصغيرة مثل الكبيرة فى المؤشر،خاصة وأن المؤشر يقيس حسب عدد الأسهم لكل شركة مضروبة فى السعر السوقى ،ولأن البنك التجارى عدد اسهمه كبير ولديه معدلات نمو مرتفعة فإنه يستحوذ على نسبة كبيرة من المؤشر.
وهذا يمكن الرد عليه ،ببساطة، بأن سهم cib ليس الأكبر فى البورصة ، ولكن يوجد به ميزة يستفيد منها وهى أن ملكيته مفتتة بنسب أقل من 5 % مما يجعل المؤشر لا يستبعد حصص الملكية منه على عكس الأسهم الاخري التى بها حصص ملكية تزيد على 5 % بالاضافة للحصص الحكومية لذا فقد كنا ننتظر أن تتحسن الأمور بعد التعديل الدورى للمؤشر الذى يحدث مع بداية ووسط العام ولكن فوجئنا بارتفاع وزن سهم cib فى المؤشر حتى وصل لثلث المؤشر بعد أن كان حوالى 26 % فى التعديل السابق.
ورغم تبشير المسئولين بتحسن الوضع إلا أننا وجدنا الوضع أكثر سوءًا للمؤشر فى قدرته علي التعبير عن السوق وقياس الاداء وأن يكون عنوانًا للبورصة .
ونكتب هذه المقالة فى وقت “ظريف” والمؤشر يتجاوز مستوى 10060 وهو مستوى الحلم لنا وجدناه يتحقق بفضل البنك التجارى الدولي وما كان يتحقق سريعا بدون وزن التجارى فى المؤشر فهو فى أعلى نقطة يدعمه بيانات أداء مالية قوية وادارة محترفة خبيره فى الاسواق تعرف كيف تلعب دور القائد ووجدنا غلب الاسهم فى مستويات منخفضة .
ومن الممكن وصف ذلك بأن الاسعار مازالت عند مستوى 6000 نقطة وذلك يعد مشكلة كبيرة حاليا وفى المستقبل وهى انفصال روح السوق عن المؤشر ويظهر ذلك أيضًا فى انخفاض قيم التداولات فنحن نتداول بمتوسط 700 مليون وعندما كان المؤشر سابقا عند مستوى 9000 كنا نتداول بمتوسط مليار ونصف أى أن السوق مازل يعانى من ضعف السيولة .
وثمة قاعدة بأنه لا يمكن الجمع بين نقص السيولة ووصول المؤشر لأعلى مستوى 10060 إلا بوجود شئ خاطىء لأن ارتفاع المؤشر من المفترض أن يشمل حالة نفسية واقبال المستثمرين والبحث عن فرص فى السوق وجذب شركات أخرى للانضمام إلى السوق وقيام الشركات بالتوسع بالاكتتابات .. كل هذا لم يحدث غير أن السوق صعد بمارثون فى اداء 10 شركات على الاكثر تحتوى على النسبة الاكبر بالمؤشر.
والآن اطرح بعد التساؤلات الهامة للمستقبل لنحطاط من الآن لها وهى كالاتى : ـ
- ماذا سيحدث للسوق إذا ظهرت احداث جوهرية ايجابية للسهم جعله يُحدث طفرة سعرية سريعة ووصل وزن السهم لقرب 50 % وهذا وارد ؟
- ماذا سيحدث للسوق إذا ظهرت أحداث جوهرية سلبية للسهم وانخفض السهم سريعا فما تخيلكم لاستجابة بقية السوق خاصة أن أهم مايؤثر على أداء البورصات هى الروح السائدة ؟
- صناديق المؤشرات من أهم الأدوات لتنشيط البورصة حيث يمتاز بالتنوع ويخفض المخاطر وهذه هدف الصندوق ..فكيف تكون المخاطر وسهم واحد يمثل ثلث الاموال المستثمرة فى الصندوق مهما كان السهم ومهما كان وضعة المالي؟
- كيف يُحلل المؤشر وتدلى برأيك لو أنك ترى أن السوق صاعد فى الوقت الذى توجد فيه بيانات تفيد بهبوط التجارى الدولى.. وهل يستطيع السوق الصعود بدونه او النزول بدونه؟
هناك محللين سيقولون أن ذلك لا يمكن أن يحدث لأن المؤشر والسهم متطابقين تقريبًا ..ولا يمكن أن تحدث علامات ضعف أو قوة فى واحد دون الآخر ، وهذه مصيبة لأن أى سهم يحكمه قيمة عادلة والقدرة على توليد الربحية فإذا وصل سهم التجارى للقيمة العادلة وبقيّة الأسهم أقل من القيمة العادلة بكثير ،فذلك يعنى أننا نعاقب الأسهم الأخرى،لأن سهم التجارى الدولى تشبّع.
وفى النهاية فإننى أنصح كل مستثمر من الآن ، فى ظل هذه الظروف، بدراسة السوق جيدًا ثم دراسة سهم cib ،ثم بعد ذلك دراسة السهم المراد الإستثمار فيه!!
CNA– مقال محمد دشناوى، ،المدير التنفيذي لدي شركة الجذور لتداول الاوراق المالية