خطة روسيّة لضرب الدولار الأمريكي ردًا على عقوبات مرتقبة
فيما يعد إعلانًا صريحًا بالحرب ضد هيمنة الدولار الأمريكي على النظام الاقتصادي العالمي، كشفت روسيا عن خطة تنطوي على حشد جميع الإجراءات والخيارات المتاحة لتقليص الدولار الأمريكي في أية تعاملات، وذلك بحسب تأكيدات مسئولين روس.
وقال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الجمعة ، إن على روسيا تقليص دور الدولار في أي تعاملات، وأن تنأى بنفسها عن النظام الاقتصادي الأمريكي الذي أصبح مصدر العداوات.
وقال ريابكوف لوكالة “بلومبرج” الاقتصادية: “نحتاج إلى عزل أنفسنا عن النظام المالي والاقتصادي للولايات المتحدة من أجل القضاء على اعتمادنا على هذا المصدر السام للأعمال العدائية المستمرة.. نحن بحاجة إلى تقليص دور الدولار في جميع العمليات”.
خفض حصة الدولار في الاحتياطي
وأعلن البنك المركزي الروسي، مؤخرًا عن تقليص نسبة الدولار في الاحتياطي إلى 22% فقط، فيما ارتفعت حصة الذهب من الاحتياطات الدولية لروسيا والبالغة 583 مليار دولار، لتتجاوز الدولار للمرة الأولى على الإطلاق، مع السعي لتقليل التعرض للأصول الأمريكية.
وكشف تقرير “المركزي الروسي” أن الذهب شكّل 23% من احتياطات البنك المركزي في روسيا بنهاية النصف الأول من العام الماضي، بينما تراجعت حصة الأصول الدولارية إلى 22% من أكثر من 40% في 2018.
وجاء هذا التحول كجزء من استراتيجية أوسع حددها الرئيس فلاديمير بوتين من أجل “إزالة الدولار” من الاقتصاد الروسي لتجنب العقوبات الأمريكية وسط تدهور العلاقات مع واشنطن.
عقوبات أمريكية جديدة
ووفقا لوكالة بلومبرج فإن نائب الوزير الروسي أشار إلى أن التوتر في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة يتزايد باطراد، حيث قال: “لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل، لكن مشاعر (العداء) تتزايد بسرعة ولن نرى تحسنا لفترة طويلة”.
في وقت سابق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، في إفادة صحفية، إن الولايات المتحدة تعتزم الرد في غضون أسابيع قليلة على “التحركات غير الودية من قبل الجانب روسيا”.
وطبقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن واشنطن تستعد لفرض عقوبات وتدابير أخرى ضد موسكو فيما يتعلق بالهجوم السيبراني المزعوم على شبكات الكمبيوتر الأمريكية، وكذلك بسبب الوضع المرتبط بقضية المدون أليكسي نافالني.
من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مطلع فبراير الجاري، إن الولايات المتحدة تأتي دائما بأسباب مختلفة لفرض عقوبات ضد روسيا.
دعوة بريكس وشنجهاي للتخلي عن الدولار
وفي الفترة الأخيرة وجهت روسيا دعوات متعددة للتكتلات الدولية الاقتصادية من أجل التخلي عن الدولار، حيث دعا وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، الدول الأعضاء في مجموعة “بريكس” إلى زيادة التعاملات المالية بين الأعضاء بالعملات الوطنية على حساب الدولار.
وقال مانتوروف إن التجارة بالعملات الوطنية تعد جانباً أساسياً من التعاون بين دول المجموعة الخمس، التي تسيطر على ثلث المنتجات الصناعية العالمية، وحصتها من التجارة العالمية تبلغ 17%.
ويشار إلى أن مجموعة “بريكس” تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ويشكل الناتج المحلي الإجمالي للدول الخمس نحو 21 تريليون دولار، وتشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب 40 في المائة من سكان الأرض.
كما أعرب رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين عن رغبة بلاده في استخدام العملات المحلية بدلًا من الدولار الأمريكي ، فيما يخص التجارة بين دول منظمة شنجهاي للتعاون (SCO).
وقال ميشوستين : “إن استبدال الدولار بالعملات المحلية (للبلدان الأعضاء في المنظمة) في التجارة ضمن منظمة شنجهاي للتعاون(SCO)، هي واحدة من أكثر مجالات التعاون المحتملة”.
وأضاف: “أنه من المهم جدًا تطوير عملات بديلة مستقلة عن الدولار”، مشددًا على العمل ضمن نهج منسق بشأن هذه المسألة ومواصلة مناقشة آلية تمويل مشروعات منظمة شنجهاي للتعاون من قبل أعضاء المنظمة.
ومنظمة شنجهاي للتعاون (SCO) انشئت في عام 2001، من قبل 6 دول مؤسسة هي (روسيا – الصين – كازخستان – قيرغيزستان – طاجيكستان – أوزبكستان)، وتوسعت المنظمة في عام 2017 لتضم أيضًا (الهند – باكستان)، وأصبحت تضم ما يقرب من نصف سكان العالم، وتمثل حوالي خمس الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
CNA– الخدمة الاخبارية