تقرير| طريق بحر الشمال .. هل يهدد “قناة السويس”؟
حالة من الجدل أحدثها خبر بشأن اعتزام شركة “ميرسك”، أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، إرسال أول سفينة شحن من شرق آسيا إلى أوروبا عبر ممر بحر الشمال الروسي، عوضا عن قناة السويس المصرية، حيث فتح ذلك الباب أمام التساؤلات بشأن إمكانية تأثير ذلك على عوائد قناة السويس من عدمه.
ماذا قالت ميرسك؟
لكن وقبل التطرق إلى أراء الخبراء لابد من توضيح ما ذكرته شركة “ميرسك”، في بيان لها، بشأن الرحلة المرتقبة عير الممر الشمالي، حيث أكدت أن “هذه الرحلة تهدف لاختبار مسار غير معروف للشحن البحري وجمع البيانات عنه، وفي الوقت الراهن لا نعتبر الممر الشمالي مسارًا بديلا لمساراتنا التقليدية”.
إذن فإن الشركة ذاتها تؤكد أن هذه الرحلة لا تشير إلى أن طريق الشمال بديلًا للمسارات التقليدية وعلى رأسها قناة السويس، وهو ما يوضح أن التأثيرات على إيرادات القناة في الوقت الراهن تكاد تكون منعدمة.
رأي الخبراء ..
وبالقاء الضوء على رأي الخبراء، فيقول الخبير الاقتصادي أحمد علي، أن ممر قناة السويس الملاحي له أكثر من ميزه تنافسية على المستوى الملاحي والاقتصادي والزمني، عن بحر الشمال الروسي، موضحا أن القناة تربط الشمال بالجنوب والغرب بالشرق.
وأوضح أنه بعد افتتاح الممر الجديد لقناه السويس في أغسطس 2015، اكتسبت القناة ميزه تنافسية أكبر، وتحديدًا فيما يتعلق بتقليل والقضاء على ما يسمى بإنتظار السفن لفتره كانت تستغرق أكثر من 11 ساعة لمرور كل من الأسطول الشمالي والجنوبي.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن أي تفكير بالنقل البحري بخلاف قناه السويس لن يكون مجديا كثيرا من الناحية الاقتصادية والزمنية لأي دولة أخرى، كما أنه يتواجد بالفعل العديد من الممرات الملاحية إلا أنها غير مجدية للعديد من الدول بسب طول الفترة الزمنية التي يتم استغراقها.
ونوه بأن الموقع الجغرافي المتميز لقناتي السويس القديمة والجديدة، والذي يجعلها تتوسط العالم أجمع يعتبر عامل جذب رئيسي لحركة التجارة العالمية، لما تشكله قناة السويس من سهولة الربط بين كافة أنحاء العالم أجمع ولذلك فإن هذا الممر الجديد(الشمالي) لن يؤثر بشكل يذكر على حركة التجارة العالمية في قناة السويس، وبالتالي على حجم عائدات القناة.
وأكد الخبير أن الأمر لا يقتصر على القناة كممر فقط، بل وتحول المنطقة المحيطة بها لمنطقة لوجيستية واقتصادية تحاكي أكبر وأهم المناطق الملاحية البحرية كموانئ سنغافورة.
ومن جانبه قال القبطان فريد رشدي، كبير مرشدي قناة السويس، إن اقتصاد العالم كله مبني على الملاحة في قناة السويس، لأنه لا يوجد ممر مائي استطاع أخذ الريادة من قناة السويس على الرغم من المحاولات المستمرة لذلك، مثل بحر الشمال وغيره.
الرؤية المستقبلية لإيرادات قناة السويس
وفيما يتعلق بالرؤية المستقلبلية لإيرادات قناة السويس، أكد الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أن عائدات قناة السويس ستتضاعف قبل حلول 2023، قائلا:” كنا نستهدف تحقيق ضعف الدخل من عائدات قناة السويس بحلول 2023، ولكن الأرقام تشير إلى أننا ربما قبل 2023 نحقق ضعف العائدات الحالية لقناة السويس”.
وأوضح أن المنطقة الاقتصادية للقناة واعدة وخلال عام من الآن ستكون المنافس الأول للمناطق الاقتصادية الأخرى، حيث يوجد 116 مشروع على الأرض يتم دراستها بدقة كاملة، مضيفًا:”تم وضعنا على طريق الحرير بالنسبة للصين كأسرع قناة ملاحية، ولذا يجب أن نؤهل أنفسنا لاستقبال السفن العملاقة”.
ما هو طريق الشمال؟
وطريق بحر الشمال أو الطريق البحري الشمالي (بالروسية : Се́верный морско́й путь) هو ممر شحن بحري من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ على طول ساحل القطب الشمالي الروسي من بحر بارنتس، بمحاذاة سيبيريا، إلى الشرق الأقصى، و يمكن الإبحار من خلال هذا الطريق في مياه القطب الشمالي الخالية من الجليد مدة شهرين فقط في السنة، وكان يعرف هذا الممر باسم الممر الشمالي الشرقي قبل بداية القرن 20، ولا يزال يسمى بهذا الاسم أحيانا.
CNA– الخدمة الاخبارية،، أحمد الحسيني