تحليل أسعار النفط وأبرز تحديات التداول خلال 2020
شهد تداول النفط، خلال النصف الأول من عام 2020، حالة انخفاض شديدة، في ظل الكثير من الأحداث العالمية التي كانت لها تأثير مباشر على صناعة النفط، مثل انتشار فيروس كورونا على مستوى دول العالم، وتفاقم الصراع التجاري بين أميركا والصين، وانخفاض القوة الشرائية وحركه السفر والطيران، وغيرها من العوامل.
وخلال الأسبوعين الماضيين بشكل خاص، أدت البيانات المتضاربة إلى دفع أسعار النفط في اتجاهات مختلفة، ووفقاً لبعض التقارير والتحاليل الاقتصادية، قد يكون تصحيح أوضاع أسعار النفط في الطريق.
وبالنظر الى التداول في السوق النفط سوف نجد أن أغلب المتداولين تجاهلو بشكل نسبي العقود الآجلة للنفط، وذلك ذلك بفضل التقارير المتضاربة من الصناعة ووسائل الإعلام حول اتجاه أساسيات النفط، وكان الاهتمام الاكبر بالمنتجات النفطية أكثر قليلاً من اهتمامهم بالعقود الآجلة للنفط الخام.
وبطريقة ما، يشير هذا إلى تقلبات خفيفة في الأسعار، وربما يثير استياء بعض المتداولين على الأقل.
توقعات وكالة الطاقة الدولية
أعلنت وكالة الطاقة الدولية وأوبك إن الطلب على النفط سيظل أقل بنسبة 8.1-9.1 مليون برميل يوميا هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ومن ناحية أخرى، تشير البيانات، إلى أن هذا الطلب يرتفع في بعض النقاط الرئيسية في الأسواق.
ومنظور آخر، قد يترقب التجار حدوث تصحيح.
ووفقا لـ”أحمد ياسر أبراهيم” أحد كبار المحررين بموقع ” استثمر في النفط ” المنصة التعليمية الرائدة في مجال تداول النفط”، قال: “إن التداول في النفط قد تشهد تقلبات كبيرة على المدى القصير، إلا أنه سيكون هناك زيادة طفيفة في النشاط حيث ينتقل المستثمرون، بما في ذلك أولئك الذين لا يعلمون عن قطاع النفط والغاز، للاستفادة من الفرص.
كما أن انخفاض أسعار الأصول وقلة الاستثمار الناجم عن الركود في الطلب إلى جانب انخفاض أسعار النفط، يعني أن بعض المستثمرين (على الأقل أولئك الذين لا يعتمدون على الاستفادة من استثماراتهم في تمويل ديون طرف ثالث)، يعتبرون هذا الآن بمثابة فرصة شراء على مدى طويل، مع توقع عائدات غير عادية مع انتعاش أسعار النفط.
وتابع: “من المرجح أيضاً أن يجد المستثمرين فرصاً جيدة في القطاع، على الرغم من أن الوباء تسبب في صدمة الطلب على العديد من المنتجات النهائية، فإن الانخفاض في أسعار النفط يعني أن المشاريع النهائية تستفيد حالياً من انخفاض تكاليف المواد الأولية بشكل كبير.
ونظراً لأن المستثمرين يركزون بشكل متزايد على تحول الطاقة، فإن هذا، إلى جانب الوضع الحالي للأسواق، قد يثني العديد من المستثمرين المحايدين في القطاع عن الاستثمار في الوقود الأحفوري تماماً.
وتوقع أن يستمر الجزء الأكبر من الاستثمار في النمو من قبل مستثمري النفط والغاز ذوي الخبرة، بما في ذلك الأسهم الخاصة التي تركز على الطاقة وصناديق التحوط، كما رأينا في فترات الركود العالمية.
التداول في النفط خلال النصف الثاني من 2020
شهدت الشهور الاولى من النصف الثاني من 2020، انتشار واسع لأنواع المعاملات، بما في ذلك صفقات الاندماج والاستحواذ (الأسهم والأصول) عبر قطاعي النفط والغاز (بما في ذلك في مجال الغاز الطبيعي المسال) وخدمات حقول النفط.
وفي خضم الأزمة الحالية، ما زال يشهد قطاع النفط عددا من الصفقات الاستراتيجية تتقدم في مواجهة حالة القلق العامة في السوق، ويواصل عدد من شركات الاستكشاف والإنتاج الترشيد الاستراتيجي لمحافظهم الاستثمارية، لا سيما عندما بدأت مرحلة التخطيط في أواخر عام 2018 / أوائل عام 2019.
وعلى الرغم من التحديات المزدوجة المتمثلة في تشبع السوق بشكل متزايد وانخفاض أسعار النفط، يبدو أن بعض المستثمرين متفائلون بشأن الآفاق طويلة الأجل لسوق الغاز الطبيعي المسال، وهذا مدفوع عموماً بالتوقعات بأن نمو العرض، على المدى المتوسط ، يتباطأ مع اكتمال “الموجة الجديدة” من مشاريع الغاز الطبيعي المسال قيد الإنشاء، مما يؤدي إلى سوق أكثر توازناً، بينما سيستمر الطلب على المدى الطويل في النمو، لا سيما في الأسواق الآسيوية حيث لا يكفي خط الأنابيب أو العرض المحلي لتلبية الطلب المتزايد.
كما يتوقع الخبراء ايضا أن تكون الأسعار الفورية لناقلات النفط الخام أضعف في النصف الثاني من عام 2020، خاصة مع استعادة حركة الطيران، وعودة المزيد من السفن إلى الأسطول التجاري.