“بكين” تعد روشتة للحكومة المصرية لزيادة حصتها من السياحة الصينية
أعدت وكالة شينخوا الصينية تقريرًا حول قدرة مصر على جذب السائحين الصينيين، قال شيويه تشينغ قوه، مدير كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين،فى التقرير، إن مصر تحتضن موارد سياحية وافرة على مستوى العالم، ويمتلك كثيرا من الصينيين حلما مشتركا لزيارة مصر وملامسة الحضارات الفرعونية والإسلامية العريقة.
وأعتبر شيويه أن مصر تتمتع بظروف سياحية مميزة وشهرة واسعة لدى الصينيين، آملا في أن تقوم بتكبير كعكتها السياحية لجذب المزيد من السياح الصينيين.
وفي الواقع، بذلت مصر جهودا كبيرة لاستقطاب السياح الأجانب خصوصا الصينيين، حيث وقعت اتفاقيات مع بعض وكالات السياحة الصينية بشأن جذب 500 ألف سائح صيني على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.
وبدأت الجهود المصرية تأتي ثمارها حيث أن اعداد السياح الصينيين ومتوسط إقامتهم أخذت في الازدياد وأصبح هناك طلب أكبر من السياح الصينيين على مصر, وفقا للمكتب السياحي المصري لدى الصين.
وذكر شيويه أنه على مصر مواصلة تعزيز الجهود وزيادة تنافسيتها بوسائل متنوعة من أجل تكبير كعكتها السياحية بما يستقطب عددا أكبر من الصينيين ،وعلى رأسها إظهار صورة شاملة حول الوضع السياسي والأمني المستقر أمام الأجانب .
وأفاد أن مصر تشهد استقرارا وأمنا في أغلب أنحائها وأغلب الأوقات. ولكن مازال بعض السياح الصينيين يترددون في الذهاب إلى مصر حيث يشاهدون لقطات فيديو أو يقرءون موضوعات متعلقة بالوضع المصري من خلال وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من حين لآخر .
وفي هذا الصدد، اقترح شيويه أن تعمل مصر على عرض صورتها المستقرة والأمنية أمام المستهلكين الصينيين.
ووافقه الرأي دينغ لونغ، مدير كلية اللغة العربية بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية في بكين قائلا بأن تحقيق الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي في مصر يعتبر أهم عامل بشأن إزالة مخاوف السياح الصينيين.
ويجب على مصر طبقًا للتقرير تعزيز وتنويع الترويج لمواردها السياحية ، حيث تشتهر مصر العريقة بالأهرام التي تتصدر قائمة العجائب العالمية السبعة فضلا عن الحضارة الفرعونية المشرقة حيث يعرف ذلك عدد كبير من الصينيين حتى التلاميذ .
ولكن تقتصر معرفة الكثير من الصينيين حول مصر على هذه الأشياء فقط، حيث لا يعرفون ما تملكه مصر من المناظر الطبيعية الجميلة والمنتجعات الرائعة في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. الأمر الذي يكبح نشاطهم للسفر إلى مصر.
فيجب ألا تدخر مصر جهدا في الترويج لهذه الموارد السياحية، ما يضيف نقطة نمو جديدة لقطاعها السياحي.
كما ينبغي على مصر تنويع وإبداع طرق الدعاية السياحية في الصين على أساس التخطيط الشامل والواضح. فعلى سبيل المثال، يمكن لمصر إقامة معارض سياحية تتضمن صورا ولقطات فيديو وإطلاق إعلانات سياحية جذابة في وسائل الإعلام التقليدية الصينية فضلا عن شبكة الانترنت التي تغطي أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
إلى جانب ذلك، بإمكان مصر تعزيز الترويج السياحي في الأماكن العامة الصينية، مثل محطات المترو والشوارع التجارية،وينبغي أن تعزز مصر التسويق السياحي في المدن المتوسطة حتى الصغيرة في الصين بدلا من المدن الكبرى فقط مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو لتحفيز المزيد من الصينيين على السفر إليها.
وبالإضافة إلى ما سبق تناول التقرير ضرورة تحسين مستوى الخدمة وتطوير منتجات سياحية عالية القيمة المضافة ،وفي هذا الشأن، دعا “دينغ” مصر إلى تحديث منشآتها السياحية القديمة وتنظيم السوق السياحية ومحاربة كل التصرفات التي تضر بسمعة قطاع السياحة المصري مما يخلق ظروفا مريحة للسياح الأجانب .
وأظهر السياح الصينيون بالخارج وخاصة الشباب حماسة غير مسبوقة ومتزايدة في الشراء ولاسيما المنسوجات والحقائب ومستحضرات التجميل من العلامات الدولية المشهورة. لذلك ينبغي أن تهتم مصر بتحفيز الشهية الشرائية للسياح الصينيين من خلال إطلاق منتجات ممتازة عالية القيمة المضافة بدلا من الاعتماد المفرط على المنتجات التذكارية الرخيصة.
وفي السياق ذاته، على مصر وضع برنامج طويل الأمد لتنمية الصناعات المميزة ذات الصلة بالسياحة. فمثلا، يمكن أن تنتج مصر منسوجات رائعة بما تملكه من القطن الممتاز فضلا عن مستحضرات التجميل الجيدة، علما بأن بعض منتجات التجميل المصرية لاقت إقبالا كبيرا في بعض المحلات التجارية الصينية على الانترنت .
وعلى الرغم من أن مصر تحتاج إلى وقت طويل وجهود كبيرة لجذب السياح الصينيين، إلا أنها تتمتع بظروف مميزة لا بديل لها وستحقق منافع متعددة مثل تقليص العجز التجاري مع الصين وزيادة احتياطي النقد الأجنبي .
ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح الصينيين بالخارج 115 مليون شخص في 2014 مع 155 مليار دولار من النفقات السياحية في الخارج ،وتجدر الإشارة إلى أن أفريقيا قد حلت محل أمريكا لتصبح ثالث أكبر مقصد سياحي للصين حيث اجتذبت نحو 2.67 مليون صيني في الأشهر العشرة الأولى من 2014.