بتكوين .. ثورة فى المدفوعات الإلكترونية أم باب جديد لغسيل الأموال ؟
خبر هام تم تداوله فى وسائل الإعلام على نطاق واسع قبل أيام قليلة مفاده أن مجموعة مايكروسوفت العالمية قررت قبول عملة بتكوين الافتراضية من خلال عمليات شراء بعض منتجاتها الرقمية في الولايات المتحدة.
لكن وبقدر أهمية الخبر،حيث يعكس زيادة الاهتمام بالمدفوعات الالكترونية ،وبشكل غير تقليدى،إلا أنه يحمل فى طياته أيضًا مخاوف من إمكانية زيادة عمليات غسيل الأموال،من خلال هذه العمليات ،لاسيما وأن وسائل حماية ومراقبة حركة الأموال عبر شبكة الانترنت لازالت لا تقوى على حيل الهاكرز وعصابات غسيل الأموال.
وأكد خبراء ماليون ومصرفيون أن انتشار البيِتْكُوين،، دون تبنّي أحد البنوك المركزية لها، أو دولة من الدول يجعل منها قنبلة قد تنفجر في أيّة لحظة، حيث ستزيد من عمليات غسل الأموال، كما يمكن أن تتسبب في عمليات احتيالية ضخمة.
البتكوين .. ما هى ؟
و”بِتْكُوين” بالإنجليزية “Bitcoin” وهي عملة إلكترونية (عُملة تشفيرية) يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن مع عدة فوارق أساسية، من أبرزها أن هذه العملة هي عملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط من دون وجود فيزيائي لها.
كما أنها تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، لكن يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية.
استعداد الأسواق
وقال الخبير المصرفي أحمد قورة، رئيس البنك الوطني سابقًا، فى اتصال هاتفى لوكالة كاش نيوز للأخبار الاقتصادية ،إن وجود مثل هذه العملة أمر طبيعى في الوقت الراهن مع تزايد التعاملات الإلكترونية، مشيرًا إلى أنه من الممكن استغلالها بشكل يفيد التعاملات الاقتصادية، لكن تداولها في الوقت الراهن بدون ضوابط تحمي المتعاملين بها ينطوي على مخاطر مرتفعة.
وأشار قورة إلى أن التعامل بالبِتْكُوين يشبه كثيرًا التطور الذي حدث في التعامل بالأوراق المالية بالبورصة، قائلًا :”قديمًا كان المضارب في البورصة يحصل على ورقة مالية حقيقية كسند أو كإثبات امتلاكه سهم، أما الآن فإن إثبات ذلك يتم بشكل إلكتروني، فلا توجد صكوك لأسهم أو سندات ورقية، لأن الأمر أصبح برمته إلكترونيًا”.
أضاف قورة أن البكتوين يمكن استخدامها بديًلا عن الدولار أو بديلًا إلكترونيًا لكافة العملات، على أن تتداول بسعر صرف محدد أمام كل عملة بحسب قيمتها أمام الأخرى، مشيرًا إلى أن هذه العملة من الممكن أن توفر مليارات الدولارات التي تنفقها الدول في طباعة البنكنوت، كما أنها من الممكن أن تساهم في دعم العمليات التجارية.
وأوضح قورة أنه من الصعوبة تداول هذه العملة في مصر في الوقت الراهن بسبب ضعف البنية التكنولوجية، والتجارة الإلكترونية بصفة عامة، كذلك فإن ثقافة المواطنين والمستثمرين على السواء ترفض مثثل هذه التعاملات التي لا سند قانوني في التعامل بها .
العملات التشفيرية
وتُعتبر بِتْكُوين عملة تشفيرية ويُقصد بذلك بأنها تعتمد بشكل أساسي على مبادئ التشفير في جميع جوانبها، كما أنها تُعتبر أيضًا العُملة الأولى من نوعها والأكثر شهرة وانتشارًا لكن رغم ذلك ليست العُملة التشفيرية الوحيدة الموجودة على شبكة الإنترنت حاليًا.
وتتوفر حاليًا ما لا يقل عن 60 عُملة تشفيرية مُختلفة منها ما لا يقل عن 6 عُملات يُمكن وصفها بالرئيسية وذلك اعتمادًا على عدد المُستخدمين وبنية كل شبكة، إضافة إلى الأماكن التي يُمكن استبدال وشراء هذه العُملات التشفيرية مُقابل عُملات أخرى. وباستثناء عُملة Ripple فإن جميع العُملات التشفيرية الحالية مبنية على مبدأ عمل عُملة بِتْكُوين نفسها، فبحكم أن عُملة بِتْكُوين مفتوحة المصدر فإنه من المُمكن استنساخها وإدخال بعض التعديلات عليها ومن ثم إطلاق عُملة جديدة.
وأكد محمد سالم ،المحلل الفني بالبورصة، أن هناك تقريرًا عالميًا أوضح أن حجم التعاملات بعملة البِتْكُوين اقترب من العشرة مليارات دولار، رغم أن هذه العملة لم يتم إطلاق العمل بها إلا في عام 2009، موضحًا أن زيادة تداول هذه العملة جاء كنتيجة مباشرة لاعتماد عددٍ كبيرٍ من المتاجر الإلكترونية لها.
وأضاف أن المشكلة الكبيرة التي يمكن أن تتسبب فيها هذه العملة أن تداولها لا يخضع لرقابة الدول، ولا ينظمه أي قانون، حيث يتم التعامل بها من خلال إجراءات فنية فقط تضمن حقوق المتعاملين بها، حيث يمكن استبدالها بالدولار أو أيّة عملة أخرى.
وأضاف أن سعر البِتْكُوين في الوقت الراهن تجاوزت الألف دولار بعد أن كانت تعادل بضعة دولارات فقط قبل عامين، مشيرًا إلى أن عدم تقنين التعامل بهذه العملة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة فيما يتعلق بعمليات غسل الأموال حول العالم.
الجدير بالذكر أن مقهى إسبريسو في مدينة فانكوفر بإقليم “بريتيش كولومبيا” الكندي احتضن أول جهاز صراف آلي (ATM) في العالم لعملة “بِتْكُوين” الرقمية الافتراضية في 30/10/2013.
CNA – أحمد الحسينى