الفشل يلاحق صندوق المؤشرات بعد شهرين من الطرح
قال عدد من الخبراء والمحللين فى سوق المال إن صندوق المؤشرات الذى تم طرحه فى يناير الماضى فشل فى القيام بالدور المنتظر منه بتحريك السوق،وجذب المزيد من السيولة.
وكانت إدارة البورصة المصرية قد طرحت أول صندوق للمؤشرات فى 14 يناير الماضى،معلنة عن قدرته على تنشيط السوق،وظهرت صناديق المؤشرات منذ عقدين تقريباً وارتفع عددها فى العالم إلى ما يزيد عن 3600 صندوق ثلثهم فى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وتنتشر فى 61 دولة وتشير التقديرات إلى ارتفاع حجم الاستثمارات بها إلى ما يزيد عن 2.5 تريليون دولار.
وأوضح محمد دشناوي ،المدير التنفيذي لدي شركة الجذور لتداول الاوراق المالية، أن السوق لم يستفد من وثائق المؤشرات ولم تضف سيولة للسوق ولم تستطع تلبية طلبات الباحث عن الاستثمار الأكثر أمانا عن طريق تخفيض المخاطر نظراً لطبيعة تكوينه ووقت طرحه .
وأضاف أن وقت تكوين الصندوق كان السوق وصل لمستويات مرتفعة وتشبع خاصة فى السهم الرئيسى فى Egx30 وهو البنك التجارى الدولي الذى يستحوذ على ثلث المؤشر ويزن ايضا ثلث قيمة وثائق المؤشر التي تستثمر فى سهم واحد مما يزيد مخاطر الصندوق ولا يحقق تنوع المخاطر .
وأضاف أن سهم “البنك التجاري الدولي ” وصل لمستوى القيمة العادلة له عند 57 جنيه مما يزيد من مخاطر تصحيح السهم،وهو ما سوف يؤثر على المؤشر وعلى ثائق الاستثمار مما يجعل المستثمر يحجم عن الاستثمار بها والعمل على تكوين محفظة يستطيع تنويع المخاطر من خلالها بصورة أفضل من الوثائق والأهم من ذلك أن وثائق المؤشر من الممكن أن تكون وسيلة ضغط على السوق فى حالة تصحيح السوق مما يعنى أن التخارج من شهادات الوثائق قد ينتج عنه ضغط بيعى على سهم البنك التجارى وبالتالي يكون ضغط مزدوج على السوق .
وقال ريمون نبيل ،خبير أسواق المال ومحلل فني لدي شركة “سيتي” لتداول الأوراق المالية , إنه منذ إدراج صندوق المؤشرات يوم 14 يناير الماضي وحتى الآن لم تحقق النجاح المنتظر فى جذب سيولة جديدة عن طريق جذب مستثمرين جدد للتعامل بالبورصة بعد توفير سهم موازى لآداء المؤشر الرئيسى كما أعلن عنه .
وأضاف أن الوثيقة وصلت إلى مستوى سعرى فى أول جلسة تعامل إلى 11 جنيه ليغلق فى نفس الجلسة عند 10.39 جنيه.
والجدير بالذكر ان المؤشر الرئيسي Egx30 قد اغلق على إرتفاع فى هذه الجلسة عند 9544 نقطة تقريباً مخالفاً لآداء وثائق المؤشرات من حيث قوة الصعود والاغلاق محافظاً على مكاسبه والان المؤشر قرب مستوى 9700 نقطة وسعر وثائق المؤشر 10.38 جنيه لذا كل هذا قد يفقده جاذبية التعامل عليه الفترة القادمة اذا استمر على نفس المنهجية فى الارتباط بالمؤشر وتحركة .
وأشار “نبيل” إلى أن المستثمر سوف يذهب لإختيار الأسهم الأكثر تعبيراً عن المؤشر مثل “التجارى الدولى – مصر الجديدة” صعوداً او هبوطاً ليحقق المزيد من الارباح بالمقارنة بحركة المؤشر الثلاثينى .
وأكد أحمد ثابت ،محلل فني لدي شركة “تايكون” لتداول الاوراق الماليه ,أن صناديق المؤشرات تهدف في الأساس الى إضفاء جو من الامان داخل الأسواق خصوصاً إنها تكون اكثر شمولية ومصداقية مع حركة السوق الرئيسية وتكون مفضلة لدى كثير من المؤسسات والمستثمريين الاستراتيجيين الذين يفضلون التعامل مع كيان واحد يتماشى مع حركة السوق الرئيسية صعوداً وهبوطاً .
وأضاف “ثابت” أن صندوق المؤشرات من المفترض أن يجذب شريحة جديدة من المستثمرين والمؤسسات , ولكن ماحدث عكس ذلك فقد كان توقيت إطلاق أول صندوق مؤشرات مصري في وقت كان الاداء المتباين وغير المفهوم للسوق مسيطر على الآداء، وايضا وجود السوق في مناطق بيعية واضحة وعدم وضوح مستقبل السوق من حيث الضرائب المقررة .
ولفت إلى أن الضعف الاقتصادي أدى إلى سحب سيولة من السوق الرئيسي لصندوق المؤشرات ولم يكن آداة جذب لمن هم خارج السوق , وقال :”بالرغم من ذلك فلا نستطيع تقييم اداء صندوق المؤشرات حالياً على المدى القصير ولكن من الافضل الانتظار على المدى الطويل حتى تضح ملامح السوق ويكون لدى المستثمرين وعي اكبر باهمية صناديق المؤشرات التي تخدم المستثمر بشكل اخص والسوق ككل وربما مع بداية استقرار السوق تكون عامل جذب لمزيد من رؤوس الاموال الخارجية الفترة القادمة “.
CNA– محمد أدم