لحوم الحمير .. “رفسة” الجشعين والمستوردين للمواطن المصرى
تأبى أخبار بيع لحوم الحمير فى السوق المحلية أن تتوقف ،فى ظل جشع المحتالين،واستغلالهم لإرتفاع أسعار اللحوم لتحقيق ثراء سريع من خلال ذبح الحمير،وترويج لحومها على أنها لحوم بقرى وجاموسى عبر محال كبيرة،ويمثل ضعف الرقابة على السوق سببًا هامًا فى تفشى هذا الأمر.
وقد تم ،أمس الثلاثاء، الكشف عن تفاصيل واقعة ضبط لحوم حمير مذبوحة فى محاففظة الفيوم، حيث تم ضبط 8 عمال يعملون في مزرعة لذبح الحمير ،وقد تم العثور على 15 حمارا مذبوحين و600 آخرين أحياءويجرى فى الوقت الراهن التحقق من توريد هذه اللحوم لأصحاب محلات الكباب الكبرى في القاهرة.
“نظيف ولحوم الحمير”
لكن بالنظر إلى تاريخ بيع لحوم الحمير ،وترويجها فى السوق، يتضح أن الأمر له أبعاد مختلفة ،وثمة فضائح كبيرة اقترفتها حكومات سابقة فى حق الشعب فى هذا الإطار، ففى عام 2008،وجه نائب فى مجلس الشعب المصرى انتقادات حادة إلى الحكومة، بعد تصدير كميات هائلة من جلود الحمير الى الصين، من دون لحومها، مشككاً فى أن هذه اللحوم “تم بيعها الى الشعب المصري”.
وطبقًا لمستندات رسمية من وزارة الزراعة فى حكومة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ، فقد وافقت الوزارة على تصدير 7300 قطعة جلد حمار للصين خلال 3 شهور، تلاها تصدير 4600 قطعة اخرى في أقل من شهر، “كما تم تصدير 2700 قطعة يوم 21-1- 2008 و2300 قطعة في 6-3-2008، وبعدها بأقل من شهر تم تصدير نفس الكمية”، وهو ما جعل برلمانيين وقتها يؤكدون أن اللحوم تم بيعها للمواطنين باعتبارها لحوم جاموسى وبقرى.
فضيحة الاستيراد
وفى 2010 ،تفجرت قضية خطيرة تتمثل فى إقدام شركات لاستيراد اللحوم على استيراد لحوم من باراجواى ، وقد تم إثبات ذلك عبر مستندات رمسية، حيث تم إدخال هذه اللحوم إلى مصر وبيعها للمواطنين ،وهو الأمر الذى دفع القنصلية المصرية في باراجواي لتوجيه خطاباً رسمياً لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تطالبها فيه باتخاذ موقف من استيراد اللحوم من باراجواي بعد الكشف عن قيام شركة “مرفي” وهي من كبري الشركات العاملة في اللحوم في باراجواي هناك بتسخير مجازرها لذبح الحمير والخنازير لتصديرها إلي مصر عبر الشركات المصرية المستوردة.
وفى العام الماضى ،وجد سكان مدينة السادس من أكتوبر، رؤوس حمير مذبوحة بجوار سنترال الحي الأول،وعثر على الأشلاء أحد سكان المدينة، ودعا الأهالي لتفقد الأمر، ففوجئوا بوجود بقايا لحمير مذبوحة في القمامة، عبارة عن رؤوس وجلود وفضلات ،وقال أحد السكان، إنه من المرجح، أن تكون لحوم تلك الحمير قد وجدت طريقها إلى أحد المطاعم.
المواطن العربى و لحوم الحمير
ولا يتوقف الأمر على السوق المصرى، فقد برزت قضايا عديدة لبيع لحوم الحمير فى عدد كبير من الدول العربية ،علّ أبرزها تونس،و بنهاية العام الماضى أثيرت قضية بها تمثلت فى قبض مفتشي وزارة التجارة على كميات كبيرة في العاصمة تونس في محلات بيع اللحوم الحمراء ،وأعلنت السلطات التونسية أنه تم حجز 1700 كيلوجرام من لحوم الحمير وقتها.
وقد كان وقع الخبر مزلزلاً لدى قطاعات واسعة من التونسيين، كما تحول إلى مادة للسخرية على تردي الأوضاع التي آلت إليها البلاد، في ظل تراجع سيطرة مؤسسات الدولة على الأوضاع في البلاد، ما جعل التونسيين يلجأون لأكل لحم الحمير الذي يقدم لهم من قبل المحتكرين و”مافيات الفساد” على أنه لحم بقر.
وفى السودان ،ضبطت قوات الشرطة مؤخرا كميات من لحوم الحمير التي تباع علنا بالأسواق السودانية ،وذكرت تقارير إعلامية أن عددا من المواطنين بمنطقة سوبا أبلغوا شرطة النجدة والعمليات باكتشاف بيع لحوم حمير وأكدوا أنها المرة الثانية التي تحدث فيها هذه الجريمة والتي تلقت فيه الشرطة بالعثور على بقايا حمير تم ذبحها.
الخطوط الجوية السعودية !
وفى يونيه 2011 ، أكد مسئولون فى الخطوط الجوية السعودية أنه تم إطعام ركاب أحد رحالاتها من القاهرة لحوم تم الإشتباه فى انها لحوم حمير، وتم تقديم اللحوم ،ووبعد مراسلة المدير وشرح الاشتباه للخطوط حول حالة الاشتباه ،ردت السلطات المصرية “نحن نعلم و لازم ننتهي منها خاصة أنها وصلت كمية كبيرة لذلك سنستورد لحوم بعد ذلك بشهادات منشأ ومطابقة للمواصفات”.
CNA– قسم الملفات